الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

وإنما شكوتك لرب عادل

فى حديث مفتوح للرئيس أنور السادات بمدينة الاسماعيلية ، حضره الأستاذ التلمسانى ؛ بناء على دعوة وجهت إليه ، وبث فى الإذاعة والتلفزيون على الهواء مباشرة ، اتهم السادات جماعة الإخوان بالفتنه الطائفيه ، وساق أنواعا من التهم الباطله ، فما كان من الأستاذالتلمسانى إلا أن انبرى واقفا يرد على السادات بقوله "الشىء الطبيعى بإزاء أى ظلم يقع علي من أى جهة أن أشكو صاحبه إليك بصفتك المرجع الأعلى للشاكين ـ بعد الله ـ وهأنذا أتلقى الظلم منك فلا أملك أن أشكوك إلا إلى الله " وما إن سمع السادات مقولة التلمسانى حتى أصابه الذعر والرعب وناشد التلمسانى أن يسحب شكواه فقال التلمسانى بقوة وأدب وتأثر "إنى لم أشكك إلى ظالم وإنما شكوتك لرب عادل يعلم ما أقول " من كتاب (من أعلام الحركة الإسلامية للمستشار عبدالله العقيل ) . رغم الخلاف إلا أن الأستاذ التلمسانى كان يحترم خصومه ويعرف قدرهم وينزلهم منازلهم . كنت فى أحد الأعراس وكان هناك بعضا من أمن الدولة ــ للمراقبة وليس للمجاملة ــ فكنت أقف بجوار مجموعة من الأخوة وكان أحدهم لا يكل من الدعاء عليهم وعلى من أرسلهم وعلى النظام أجمع وهم بذلك يتضاحكون ويمزحون ويتفننون فى تأليف الدعوات حتى مللت من هذا الأسلوب فتدخلت فى الحديث قائلا " يا أخى لا ينبغى أن ندع عليهم بل يجب علينا أن ندعو لهم بالهداية لأن هذا ليس من شيمنا " فما كان منه إلا أن اذداد فى الدعاء والضحك ــ ليس استخفافا بى ــ فذادنى غيظا ولكنى كتمته لأننا فى عرس ولفرق السن بيننا إلا إنى تألمت كثيرا لما صدر منه وأخذت أردد فى نفسى هل نسي الأخوان طيب الكلم مع خصومهم أم أن الخصومة جعلتهم لا يعرفون منازل الخصوم " لا أقصد بالخصوم هنا مخبرى أمن الدولة ولكن الخصوم بشكل عام " . سؤال مازلت لا أعرف إجابته .